إعلام السبوبة
الاعلام أصبح المحرك الاساسي للرأي العام فاذا اردت ان تقنع الشارع بشئ غير صحيح عليك بالاعلام والعكس اذا اردت ان تجعلهم ينفرون من شئ حتى وان كان به فوائد عدة عليك ايضا بالاعلام.
فالاعلام ان صح التعبير هو سلاح ذو حدين يمكن ان يكون سلاحا لك يحميك من اي عدوان عليك وعلى ثقافتك او عقيدتك او ركائزك الوطنية وممكن ان يكون هو العدو الحقيقي اذا قام عليه من لا يعرفون قيمة تلك الوسيلة وقوة تاثيرها الحقيقية , وهنا نستطيع بين نوعين اساسيين من الاعلام .
الاعلام الوطني ولا اقصد بالوطنى الاعلام الرسمي ولكني اقصد به الاعلام المسئول ويقوم عليه اشخاص يقدرون جيدا قيمة هذا الوسيلة ومدى تاثيرها في نفوس الناس وانحيازهم الوحيد يكون لحاجة الناس وحقهم في المعرفة الحقيقة لكل ما يحدث من حولهم دون اعتبارات مادية او سلطوية ودون تصفية حسابات.
كما ان هناك نوعا آخر من الاعلام وهو اعلام السبوبة وهو ما فردت له تلك المساحة اعلام السبوبة ياخذ اشكال عدة امام بسبب المحتوى المقدم بمعنى ان تجد المحتوى الاعلام للمحطة او الجريدة او القناة يخدم هدف معين غير انساني سواء هدف مالي او غرض سياسي او طلب ود المسئولين لتمرير شئ ما , وقد تجد اناس غير مهنيين ولا يمتون للمجال الاعلامي باي صلة يتخذون الموضوع على انه شئ تجاري مربح ويكون شغله الشاغل هو الحصول على المال وجني الارباح .
لا انكر ان الاعلام صناعة وصناعة مربحة الى جانب التقيف والتوعية ويحتاج اصحاب المؤسسات الاعلامية الى عائد مادي مناسب لضان استمرارية تلك المؤسسات ولكن ان يتحول الموضوع كله الى تجارة وسبوبة هذا ما يسيئ لتلك المهنة الاخلاقية في المقام الاول .
كثر في الآونة الاخيرة اعلاميين السبوبة سواء كانوا اصحاب مؤسسات او اعلاميين على مختلف مناصبهم فوجدنا من يضلل من اجل اثبات وجهة نظر تنصف طرف من الاطراف, واحدهم يعرض وجهة نظر طرف واحد فقط ويلغي الاخرى خوفا من اثبات عكس ما يريد نشره واحدهم يتعدى على ضيفه في الحلقة بالفاظ نابية وبعضهم يسبه واحدهم يتطاول عليه بالايدي.
ويفرد كل منهم مساحة على قناة تابعه له لتصفية الحسابات والتراشق بالالفاظ وهنا ياتي دور المواقع الاخبارية في تناول تلك الفضائح وفلان الذي ذكر اسم ام الاخر والثالث الذي يكشف فيديو مثير او مقطع صوتي ضد الرابع واتهامات كل منهم للاخر بالخيانة والعمالة بالاضافة الى تهم تمس الشرف.
تستمر المؤسسات الاعلامية على تلك الوتيرة فترة ليست بالقليلة في محاولة منهم لاثبات وجهة نظر معينة والضحية في كل ذلك هو المشاهد الذي ينتظر معلومة تهمة او من يتحدث عن ظروفه الحياتية الصعبة وغلاء الاسعارعليه, ويجد نفسه طرف في صراع لا ناقة له فيه ولا جمل ويضطر الى تبني وجهة نظر فلان الذي كان يراه شخصية اعلامية مرموقة, ويترك ظروفه الحياتيه ويبدأ في متابعة ما قد تأول اليه تلك المشكلات ومن سينتصر في النهاية, وتنهتي القصة كالعادة بمصالحة كل منهم للاخر وقد يتشاركون سويا في تقديم حلقة واحدة في تاكيد منهم على انهم اصبحوا شخص واحد .
كل هذا ولا يزال المواطن البسيط يبحث عن من يتحدث عنه ويوصل صوته
تعليقات
إرسال تعليق